║الــغــرب !║
صفحة 1 من اصل 1
║الــغــرب !║
بسم الله الرحمن الرحيم , والصلاة والسلام على حبيبنا محمد النبيّ الأميّ وعلى آله وصحبه أجمعين .
║الــغــرب !║
1
... وبعد الرحلة الشاقة التي أمضيتها للوصول إلى مدينة نيويورك ها أنا ذا أغطُّ في سبات عميق ليس بعده سبات إلا الموت , وللحظة كنت أشعر أنني ميّت ولكن صوت الدقّ على الباب أفزعني وحرّكني وأيقظني فقمت كسلاناً وأنا اعلم أن صديقي مايكل سيكون خلف هذا الباب وبالفعل فتحت الباب لأجد مايكل خلفه وقد اتّفقنا على أن نلتقي في الفندق بتاريخ 15/3/2013 ونحن الآن على موعد للتعرّف أكثر على بعضنا البعض ومن هذا إلى سعادة طويلة مع صديقي في نيويورك ولفترة وجيزة بِتُّ أتأمل وجه صديقي وأنا أسلّم عليه وأرحب به وأقدم واجب الضيافة .
2
مايكل هو صديق المراسلة الخاص بي , أي أنني تعرذفت عليه عبر الرسائل الكتابية دون أن أراه أو يراني فبعد البحث في الكثير من المواقع الإلكترونية عن صديق مراسلةٍ جيّد وجدت مايكل على رأس القائمة وقد كتب : " أريد صديقاً من بلاد العرب " فهرعت إلى تسجيل طلبي إليه وخلال يومين استقبلت رسالة في بريدي الموجود في مكتب البريد وعليه طابع الولايات المتحدة الأمريكية بكل تأكيد , بدأت اشتمّ رائحة الرسالة وكأنها عِطْر مهدًى إليّ من أحبائي ولكن الرائحة جذبتني للهرع إلى المنزل و فتح الرسالة وقراءتها .
3
اللغة إنجليزية والحمدلله أنني أفهم اللغة الإنجليزية ولهذا استطعت فهم مضمون الرسالة , فقد كان مايكل يقول بها حرفياً : "أهلاً وسهلاً بك أخي هيثم من فلسطين سعدت بالتعرف على شخص عربيّ وقد تحقّق حلمي أخيراً فأنا كان حلم حياتي التعرذف على شخص عربي ودعوته إلى نيويورك حيث أقيم لذلك إنني أدعوك إلى مدينة نيويورك لنتعرف أكثر على بعضنا وقبل أن أنسى فأنا اسمي مايكل وأنا مسيحي وهواياتي هي المطالعة للكتب المفيدة و البحث عبر الحاسوب عن طرق لاختراع بعض الأجهزة الجديدة أو حتى تقليد الأجهزة , ألقاك بتاريخ 15/3 في نيويورك بالفندق X7-C33.
4
هوايات غربية حقّاً برأيي المتواضع فكيف لشخص كان قد كتب سنّه 16 سنة أن يكون مخترع وقارئ وغير منشغل بالنزهات والترفيه عن الذات كما نحن نفعل ؟! صراحةً كنت خجلاً من نفسي فقد كتبت له في الرسالة : "أهلاً مايكل يسرني التعرف عليك , يبدو أنك شخص لطيف حقاً , أنا مسلم وعمري 15 سنة وإن شاء الله سوف آتي عندكم لنتعرف أكثر على بعضنا البعض ولكن هل تريد شيء من موطني ؟ لأنني أريد أن أحضر لك مأكولات شعبية لذيذة "
5
بعد تقديم واجب الضيافة جلسنا أنا وهو في جلسات نقاشي فقد تعجّبت أمامه من هواياته فهواياتي اندرجت تحت لائحة كرة القدم و السباحة أما عنه فقد كانت هواياته غريبة , ولكنه شرح لي أن اختراع الأشياء ليس بشيء جديد على طالب أمريكي حتى إنه قال لي : "أليست لديكم حصة أسبوعية في المدرسة لكي تعملوا مشاريع عملية وتأخذوا عليها براءات اختراع ؟ " صدمت ممّا قاله وفتحت فمي لوهلة ثم قلت له : "لا يوجد مثل هذه الحصص , أسلوب التعليم لدينا هو أسلوب تلقيني يعتمد على الحفظ المبالغ فيه" فقال لي : "ولهذا أريد التعرف على العرب لأنني أريد معرفة الفروقات بيننا وبينهم "
6
في اليوم التالي ذهبت معه إلى المتحف ورأينا الكثير من الأشياء الجميلة ولكن لم يكن من السهل علينا التصوير فالتصوير ممنوع هناك , ومن ثم توجّهت إلى بيته فأراني اختراعات عجيبة , من ضمنها روبوت يرحّب بالضيوف ويقدذم لهم واجب الضيافة , أذكر أنه قال لي أنه قضى في إنشاء هذا الروبوت شهراً واحدً فقط , فقلت له :" للأسف ليس لدينا مثل هذه الأشياء بعد , نحن للأسف أمة إقرأ ولا نقرأ مع الأسف وليس لدينا من المؤهلات ما يكفينا لبناء روبوتات وإنشاء اختراعات جديدة " تعجب منّي وقال لي : "ماذا لديكم إذن ؟!!" قلت له , وقلبي يحترق : "لدينا قرآننا والذي يا ليتنا نقرأه ونتفكّر بمعانيه" فقال لي , "لماذا كل شيء مرتبط عندكم بالدين ؟ " أجبته : "ديننا هو حياتنا وهو منهاج نسير عليه في حياتنا وبدونه فنحن لا شيء ولكن للاسف هناك الكثير من الشباب وهم الأساس في المجتمعات قد تركوا ديننا وتوجّهوا للتقليد الأعمى لكم في كل شيء"
7
لقد كانت أولى اختراعاتي -بالاشتراك مع مايكل- هو روبوت يعمل على تنظيف الأرض وحده دون أن يكون هناك حاجة إلى مكنسة وأدوات التنظيف المعروفة وأخذنا براءة اختراع وكان يردّد مايكل العبارة التالية عندما كنذا نعمل سوياً : "أنتم المسلمون إن تفحّصتم دينكم جيّداً ستقودون العالم من جديد في المستقبل" , كنت أراه منغمساً كثيراً في الحديث عن الأديان فشدّني ذلك إلى سؤاله : "ألست مسيحياً ؟" أجابني : "بكل تأكيد وأنا أقرأ الإنجيل وأذهب للكنيسة وأفعل ما يفعله المسيحيون ولكن مع ذلك أجد أن هناك شيئاً صحيحاً في دينكم" وبدأت إعطاءه لمحة عن الإسلام وتاريخه رغم أن والداه كانا يكرهانني جداً لأنني أثقّفه في غير دينه ولكن في النهاية والحمدلله اهتدَوْا جميعا على يدي !! الحمدلله سجدت وصليت جماعة معهم وأعطيتهم كل ما اعرف عن الإسلام ونصحتهم بالتعلم أكثر في هذا الدين وكانت هذه اللحظة التاريخية في حياتي السبب في انتقالهم معي إلى فلسطين وإنشاء شركة "المختلفون" فهي تحوي مسلمين مختلفين فكرياً , فهم أفضل فكرياً وعلماً ممّن سواهم في المجتمع واستطعنا إنشاء الكثير من الاختراعات خصوصاً بعد أن تلقيْت مئات الدروس على أيدي هذه العائلة الماهرة
8
استيقظت بتاريخ 10/3/2013 وأدركت أن كل ما راودني هو حلم وأن هذا الذي حلمت به كان بثّاً لروح العمل والتغيير في هذا المجتمع , فأدركت أن التغيير بالمجتمع يجب أن يكون نابع من الشخص في داخله وأن يكون قد نوى التغيير لكي يتغيّر ما حوله للأفضل .
لقد قرأتم :
║الــغــرب !║
║الــغــرب !║
1
... وبعد الرحلة الشاقة التي أمضيتها للوصول إلى مدينة نيويورك ها أنا ذا أغطُّ في سبات عميق ليس بعده سبات إلا الموت , وللحظة كنت أشعر أنني ميّت ولكن صوت الدقّ على الباب أفزعني وحرّكني وأيقظني فقمت كسلاناً وأنا اعلم أن صديقي مايكل سيكون خلف هذا الباب وبالفعل فتحت الباب لأجد مايكل خلفه وقد اتّفقنا على أن نلتقي في الفندق بتاريخ 15/3/2013 ونحن الآن على موعد للتعرّف أكثر على بعضنا البعض ومن هذا إلى سعادة طويلة مع صديقي في نيويورك ولفترة وجيزة بِتُّ أتأمل وجه صديقي وأنا أسلّم عليه وأرحب به وأقدم واجب الضيافة .
2
مايكل هو صديق المراسلة الخاص بي , أي أنني تعرذفت عليه عبر الرسائل الكتابية دون أن أراه أو يراني فبعد البحث في الكثير من المواقع الإلكترونية عن صديق مراسلةٍ جيّد وجدت مايكل على رأس القائمة وقد كتب : " أريد صديقاً من بلاد العرب " فهرعت إلى تسجيل طلبي إليه وخلال يومين استقبلت رسالة في بريدي الموجود في مكتب البريد وعليه طابع الولايات المتحدة الأمريكية بكل تأكيد , بدأت اشتمّ رائحة الرسالة وكأنها عِطْر مهدًى إليّ من أحبائي ولكن الرائحة جذبتني للهرع إلى المنزل و فتح الرسالة وقراءتها .
3
اللغة إنجليزية والحمدلله أنني أفهم اللغة الإنجليزية ولهذا استطعت فهم مضمون الرسالة , فقد كان مايكل يقول بها حرفياً : "أهلاً وسهلاً بك أخي هيثم من فلسطين سعدت بالتعرف على شخص عربيّ وقد تحقّق حلمي أخيراً فأنا كان حلم حياتي التعرذف على شخص عربي ودعوته إلى نيويورك حيث أقيم لذلك إنني أدعوك إلى مدينة نيويورك لنتعرف أكثر على بعضنا وقبل أن أنسى فأنا اسمي مايكل وأنا مسيحي وهواياتي هي المطالعة للكتب المفيدة و البحث عبر الحاسوب عن طرق لاختراع بعض الأجهزة الجديدة أو حتى تقليد الأجهزة , ألقاك بتاريخ 15/3 في نيويورك بالفندق X7-C33.
4
هوايات غربية حقّاً برأيي المتواضع فكيف لشخص كان قد كتب سنّه 16 سنة أن يكون مخترع وقارئ وغير منشغل بالنزهات والترفيه عن الذات كما نحن نفعل ؟! صراحةً كنت خجلاً من نفسي فقد كتبت له في الرسالة : "أهلاً مايكل يسرني التعرف عليك , يبدو أنك شخص لطيف حقاً , أنا مسلم وعمري 15 سنة وإن شاء الله سوف آتي عندكم لنتعرف أكثر على بعضنا البعض ولكن هل تريد شيء من موطني ؟ لأنني أريد أن أحضر لك مأكولات شعبية لذيذة "
5
بعد تقديم واجب الضيافة جلسنا أنا وهو في جلسات نقاشي فقد تعجّبت أمامه من هواياته فهواياتي اندرجت تحت لائحة كرة القدم و السباحة أما عنه فقد كانت هواياته غريبة , ولكنه شرح لي أن اختراع الأشياء ليس بشيء جديد على طالب أمريكي حتى إنه قال لي : "أليست لديكم حصة أسبوعية في المدرسة لكي تعملوا مشاريع عملية وتأخذوا عليها براءات اختراع ؟ " صدمت ممّا قاله وفتحت فمي لوهلة ثم قلت له : "لا يوجد مثل هذه الحصص , أسلوب التعليم لدينا هو أسلوب تلقيني يعتمد على الحفظ المبالغ فيه" فقال لي : "ولهذا أريد التعرف على العرب لأنني أريد معرفة الفروقات بيننا وبينهم "
6
في اليوم التالي ذهبت معه إلى المتحف ورأينا الكثير من الأشياء الجميلة ولكن لم يكن من السهل علينا التصوير فالتصوير ممنوع هناك , ومن ثم توجّهت إلى بيته فأراني اختراعات عجيبة , من ضمنها روبوت يرحّب بالضيوف ويقدذم لهم واجب الضيافة , أذكر أنه قال لي أنه قضى في إنشاء هذا الروبوت شهراً واحدً فقط , فقلت له :" للأسف ليس لدينا مثل هذه الأشياء بعد , نحن للأسف أمة إقرأ ولا نقرأ مع الأسف وليس لدينا من المؤهلات ما يكفينا لبناء روبوتات وإنشاء اختراعات جديدة " تعجب منّي وقال لي : "ماذا لديكم إذن ؟!!" قلت له , وقلبي يحترق : "لدينا قرآننا والذي يا ليتنا نقرأه ونتفكّر بمعانيه" فقال لي , "لماذا كل شيء مرتبط عندكم بالدين ؟ " أجبته : "ديننا هو حياتنا وهو منهاج نسير عليه في حياتنا وبدونه فنحن لا شيء ولكن للاسف هناك الكثير من الشباب وهم الأساس في المجتمعات قد تركوا ديننا وتوجّهوا للتقليد الأعمى لكم في كل شيء"
7
لقد كانت أولى اختراعاتي -بالاشتراك مع مايكل- هو روبوت يعمل على تنظيف الأرض وحده دون أن يكون هناك حاجة إلى مكنسة وأدوات التنظيف المعروفة وأخذنا براءة اختراع وكان يردّد مايكل العبارة التالية عندما كنذا نعمل سوياً : "أنتم المسلمون إن تفحّصتم دينكم جيّداً ستقودون العالم من جديد في المستقبل" , كنت أراه منغمساً كثيراً في الحديث عن الأديان فشدّني ذلك إلى سؤاله : "ألست مسيحياً ؟" أجابني : "بكل تأكيد وأنا أقرأ الإنجيل وأذهب للكنيسة وأفعل ما يفعله المسيحيون ولكن مع ذلك أجد أن هناك شيئاً صحيحاً في دينكم" وبدأت إعطاءه لمحة عن الإسلام وتاريخه رغم أن والداه كانا يكرهانني جداً لأنني أثقّفه في غير دينه ولكن في النهاية والحمدلله اهتدَوْا جميعا على يدي !! الحمدلله سجدت وصليت جماعة معهم وأعطيتهم كل ما اعرف عن الإسلام ونصحتهم بالتعلم أكثر في هذا الدين وكانت هذه اللحظة التاريخية في حياتي السبب في انتقالهم معي إلى فلسطين وإنشاء شركة "المختلفون" فهي تحوي مسلمين مختلفين فكرياً , فهم أفضل فكرياً وعلماً ممّن سواهم في المجتمع واستطعنا إنشاء الكثير من الاختراعات خصوصاً بعد أن تلقيْت مئات الدروس على أيدي هذه العائلة الماهرة
8
استيقظت بتاريخ 10/3/2013 وأدركت أن كل ما راودني هو حلم وأن هذا الذي حلمت به كان بثّاً لروح العمل والتغيير في هذا المجتمع , فأدركت أن التغيير بالمجتمع يجب أن يكون نابع من الشخص في داخله وأن يكون قد نوى التغيير لكي يتغيّر ما حوله للأفضل .
لقد قرأتم :
║الــغــرب !║
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى