من هدي النبي صلى الله عليه وسلم للنساء

من طرف **المدير** الجمعة أبريل 05, 2013 3:16 pm

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم للنساء
( لانا أرسلان )

عن
جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من
عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة
فقال: ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت : نعم . قال النبي صلى
الله عليه وسلم: لقد قلتُ بعدك أربع كلمات ، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلتِ
منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه،
ومداد كلماته".
* التخريج : رواه الإمام مسلم في كتاب (الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار) باب: التسبيح أول النهار وعند النوم.
الدروس والعبر :-

1-
فضل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، فقد استجبن لنداء الله تعالى " واذكرن
ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة" سورة الأحزاب / 34. فقد حرصن على
نقل العلم والدين إلى الناس جميعاً، فإن كثيراً من الأحكام نقلتها إلينا
أمهاتنا رضي الله عنهن مثل الأحكام المتعلقة بالطهارة، وعبادة النبي صلى
الله عليه وسلم في بيته، ومعاملته لأزواجه وخدمه وغيرها.

2-
حرص أمهات المؤمنين على طاعة الله تعالى وعبادته، والتقرب إليه بالصيام
والصلاة والذكر والصدقة. فقد حرصت السيدة أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها
على ذكر الله تعالى بعد أدائها لصلاة الفجر، وبقيت في مكانها لم تفارقه
حتى عاد النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن صلى الضحى في المسجد، وهي على
حالها في مسجدها. وهذه دعوة لتخصيص مكان وجزء من البيت للعبادة والذكر
والتعبد، تأسّياً بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن.

3-
توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لها إلى الخير والأفضل، وتعليمها كذلك
أمور الدين. فقد دخل عليها مدّة وهي صائمة فقال لها: " أَصُمتِ أمس ؟ "
قالت : لا، قال: " أتريدين أن تصومي غداً؟ " قالت : لا ، قال :"" فأفطري " –
رواه البخاري في كتاب الصوم / باب صوم يوم الجمعة. وذلك للنهي عن تخصيص
يوم الجمعة بصيام. ومن هذا نتعلم وجوب تعليم الرجل أهل بيته أمور الدين،
وإرشادهم لما فيه خيرهم وصلاحهم في الدنيا والآخرة امتثالاً لقول الله
تعالى: " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً " سورة التحريم/ 6.

4-
إن ذكر الله تعالى مطلوب في جميع الأوقات والأحيان. وهناك أوقات حثّ فيها
النبي صلى الله عليه وسلم على الذكر والدعاء مثل: دبر الصلوات، وساعة من
يوم الجمعة. وعند نزول المطر، والدعاء أول النهار وآخره. وكذلك علّمنا
النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك أدعية أفضل من غيرها – كما بيّن لنا في
هذا الحديث الشريف - .

إن
قول المسلم : سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد
كلماته، لا يأخذ منا إلا دقيقة أو أقل، ولكنها عَدَلت الساعات الطويلة التي
جلست فيها أمّنا جويرية رضي الله عنها وهي تذكر الله تعالى بعد صلاة الفجر
إلى ما يقارب الظهر وذلك لأن قولنا : (سبحان الله وبحمده عدد خلقه) : فيه
من المبالغة والكثرة . لأن خلق الله تعالى كثير : من الرجال والنساء والإنس
والجن، والحيوان، والنبات ... الخ.

ومع
هذا فإن عدد الخلق محدود، لذلك فإننا نقول: (وزنة عرشه) والعرش موصوف
بقوله تعالى: (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) ونحن نلتزم رأي سلفنا
الصالح في الإيمان بالعرش كما وصفه الله تعالى. ولا شك أنه عظيم.

ثم
نقول : (ومداد كلماته) وكلمات الله تعالى لا تنفد، كما قال الله عزوجل :
(قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو
جئنا بمثله مدداً) سورة الكهف / 109.

لهذا كان لهذه الكلمات القليلة ذلك الثواب العظيم والأجر الكبير.
جعلني الله وإياكم من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.